الحروب التجارية تشتعل قبل كأس العالم 2026 وتوتر علاقات أمريكا مع كندا والمكسيك.

المؤلف: نايف العتيبي10.07.2025
الحروب التجارية تشتعل قبل كأس العالم 2026 وتوتر علاقات أمريكا مع كندا والمكسيك.

أقدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، على خطوة اقتصادية حاسمة بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع المستوردة من كل من كندا والمكسيك. وقد أشعل هذا القرار فتيل حرب تجارية بين هذه الدول الثلاث، التي تربطها علاقات تاريخية متينة، وتستعد لاستضافة مشتركة لفعاليات كأس العالم 2026، وذلك وفقًا لتقارير موقع insideworldfootball.

في سياق تطبيق سياسته الاقتصادية التي طالما وعد بها ناخبيه، صرحت إدارة ترمب بأن "هذه الرسوم الجمركية تهدف بشكل أساسي إلى تقليل تدفق المخدرات غير المشروعة والمهاجرين الذين لا يحملون وثائق رسمية إلى داخل الأراضي الأمريكية".

إلا أن هذه الخطوة قد تلقي بظلالها على المستهلكين الأمريكيين، حيث من المحتمل أن يتحملوا الجزء الأكبر من تبعات هذه الرسوم الجمركية، وذلك من خلال الارتفاع الملحوظ في أسعار طائفة واسعة من السلع والمنتجات الاستهلاكية.

لم تقف كندا مكتوفة الأيدي حيال هذه الإجراءات، بل سارعت بالرد بفرض رسوم جمركية مماثلة على الواردات القادمة من الولايات المتحدة، والتي تقدر قيمتها الإجمالية بحوالي 155 مليار دولار.

وفي تعليق له على هذه التطورات، صرح رئيس الوزراء الكندي المنتهية ولايته، جاستن ترودو، قائلاً: "إن الإجراءات التي اتخذها البيت الأبيض اليوم قد ساهمت في إحداث انقسام بيننا بدلاً من توحيد صفوفنا".

كما أضاف ترودو أن "هذا القرار سيكون له تداعيات حقيقية وملموسة على حياة الناس والعمال على جانبي الحدود بين بلدينا. نحن لم نكن نرغب في الوصول إلى هذه النقطة، ولم نسعَ إليها، ولكننا لن نتردد أبدًا في الدفاع عن مصالح الكنديين وعن العلاقة المتينة والمزدهرة التي تربط بين كندا والولايات المتحدة".

من جانبه، أصدر الرئيس المكسيكي أيضًا توجيهاته بفرض رسوم جمركية انتقامية مماثلة على البضائع الأمريكية.

وفي سياق متصل، كتبت الرئيسة المكسيكية، كلوديا شينباوم، عبر حساباتها الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي: "نحن نرفض بشكل قاطع الادعاءات الباطلة التي يروج لها البيت الأبيض، والتي تزعم وجود تحالفات بين الحكومة المكسيكية ومنظمات إجرامية، كما نرفض أي محاولة للتدخل في شؤوننا الداخلية".

وأضافت شينباوم: "إذا كانت حكومة الولايات المتحدة ووكالاتها جادة في معالجة مشكلة استهلاك الفنتانيل المتفاقمة في بلادها، فيمكنها أن تبدأ بمحاربة تجارة المخدرات في شوارع مدنها الكبرى، وهو الأمر الذي لا تقوم به، وأن تكافح عمليات غسيل الأموال التي تدرها هذه الأنشطة غير المشروعة، والتي ألحقت أضرارًا جسيمة بشعبها".

من المتوقع أن يؤدي هذا التصعيد في الحرب التجارية بين الدول الثلاث إلى توتير العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية بينها، وقد يضع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في موقف حرج للغاية، خاصةً مع اقتراب موعد نهائيات كأس العالم 2026، والتي ستشهد مشاركة 48 منتخبًا للمرة الأولى في التاريخ، وستتضمن 104 مباريات حماسية.

ويُتوقع أن تحقق هذه النسخة الموسعة من البطولة إيرادات مالية غير مسبوقة.

بالإضافة إلى ذلك، تستعد الولايات المتحدة لاستضافة النسخة الأولى من كأس العالم للأندية بمشاركة 32 فريقًا هذا الصيف، وهي فكرة طرحها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، والتي لم تلقَ ترحيبًا كبيرًا من شركات البث التلفزيوني والشركاء التجاريين.

تجدر الإشارة إلى أن إنفانتينو يعتبر من أشد المؤيدين للرئيس ترمب، حيث حضر مراسم تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة، وصرح قائلاً: "أود أن أتقدم بالشكر الجزيل للرئيس ترمب، الذي تربطني به علاقة صداقة قوية، وأؤكد له أننا معًا لن نعمل فقط على استعادة عظمة أمريكا، بل سنساهم أيضًا في جعل العالم أجمع مكانًا أفضل، لأن كرة القدم لديها القدرة على توحيد العالم".

إلا أن الكيفية التي يرى بها إنفانتينو وترمب توحيد العالم تظل محل تساؤل، خاصةً في ظل الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأمريكية، مثل شن حملات مداهمة للمهاجرين، وتقويض عمل المؤسسات الفيدرالية، وإشعال الحروب التجارية.

عندما ذكر ترمب اسم "فيفا" وإنفانتينو عشية تنصيبه، لم يتمالك رئيس "فيفا" نفسه من فرط السعادة، وعبر عن امتنانه قائلاً: "يا له من شرف عظيم، ويا له من امتياز لا يصدق أن يتم ذكر اسم (فيفا) من قبل الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد جيه ترمب، في خطاب النصر. إنه لأمر فريد ورائع أن تحظى (فيفا) بهذا التقدير الرفيع".

واختتم إنفانتينو قائلاً: "هذا هو أقصى درجات الاحترام التي يمكن أن تحظى بها (فيفا)، أن يتم ذكرها من قبل الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية في تجمع النصر، وفي خطاب النصر، هو أمر فريد من نوعه وجميل".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة